مأخوذة من العقد، وهو ما يدل على الشدّ وشدّة ووثوق. ومنه عقد الحبل، وما عقد الإنسان عليه قلبه سواءً أكان حقًا أم باطلًا.
الإيمان الجازم الذي ينعقد عليه القلب، ولا يتطرق إليه شك ولا ظنّ؛ فإن لم يصل العلم إلى درجة اليقين الجازم لا يسمى عقيدة. والعقيدة تتعلق في الأمور القلبية، والعقيدة هي ما يدين به الإنسان ربه.
هو الإيمان الجازم بربوبية الله تعالى وألوهيته وأسمائه وصفاته، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره. وسائر ما ثبت من أمور الغيب، وأصول الدين، وما أجمع عليه السلف الصالح. والتسليم التام لله تعالى في الأمر والحكم، والطاعة، والاتباع لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
الأصول الاعتقادية التي أثبتتها النصوص ستة، وهي: الإيمان (بالله، والملائكة، والكتب، والرسل، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره). والنصوص الدالة على هذه الأصول كثيرة جدًا، سواء من الكتاب أم السنة. أما من الكتاب فمن ذلك قول الله تعالى: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ [البقرة: 284]. والإيمان بالله يدخل فيه الإيمان بأقدار الله.
وقد ورد دليل الإيمان بالقدر منفردًا في قوله تعالى ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: 49].